][ ضَجيجُ الذِكْرَيات ][

عَتْمَةٌ مِنْ ذِكْرَياتٍ لأحْدَاثِ القَدَرِ السَالِفَه

تِلكَ التِي صُفِّدَ جِيدُهَا بِسَلاسِلِ الأزْمِنَةِ القَادِمَه
فَأضْحَتْ
جَاثِيَةً مُكَبَّلَةً تَنْتَظِرُ المَوت بِأنْفَاسٍ خَافِتَه
..!

زَمَانٌ لَيسَ بَزَمَانِهَا .. فَلا نُورٌ ولابَصِيصُ أمَلٍ
يُذّكَِرُهَا
بِحَيَاةِ الأيَامِ المَاضِيَه ,,

ألْفُ
آهٍ وآهٍ فَاحَتْ رَوائِحُهَا يَمْنَةً وَيَسْرَه
حِينَما نَبَشْتُ تِلكَ
الأمَاكِن الخَالِيَه ..!

,

عُذْراً ياكِرام .. فَأنَا مُنْصِتٌ لصَوتِ الهَذيانِ
المَخْنُوق

كَاحِلٌ يَهْذِي فَوقَ صِرَاطِ الرِمْشِ المُبِينَ ..
وَصَوتُ زَفِيرٍ يَتَردَّدُ
بِصَفِيرٍ مَكْتُوم .. وتِلكَ حَشْرَجَةُ أنْفَاسٍ
تُغْنِي لَحْنَهَا المَغْبُون
عَلى ذَاكَ الفَقْدِ الألِيم ,,

فَآهٍ لِمَ أنْتُمْ مُغَيَّبُونْ .. لِمَ
أنْتُمْ تَنُوحُون ..؟
فَتَعَالَتْ الأصْوَات مُنَادِيَة بِإنَّهُمْ
جَريحُونَ مَظْلُومَون مِنْ ذَاكَ
الزَمَانِ الذِي تَمَرَّدَ عَليهُمْ
..!

وَهَاهُمْ يَنُوحُونَ عَلَى تِلكَ الأمَاكِن الخَاليَه

ومِنْ كُلِّ شَئ
..!

,

أحْدَاثٌ
وَأحْدَاثٌ قَضَتْ زَمَانَهَا هُنَا .. وَحُبٌ وَشَئٌ مِنْ ألْفَةٍ كَانَتْ
مَشُوبَةً
بِبَعْضِ خَطَايَا نَفْس الزَمَان القَدِيم ,,

كُلُنَا
مُتَيَقِنٌ أنَّ كُلَّ الأشْياءِ المُحِيطَه قَدْ وَسَنَتْ تَحْتَ تِلكَ
الأرْدِيَةِ الرَثَّه
ولَكِنْ ...!
حِينَمَا نُبِشَ الرُكَام .. انْتَصَبَتْ
كُلُّ الحَكَايَا المَاضِيَه .. لِتَصْدَع بأنَّ الإحْاسِيسَ
لَمْ تَمُتْ
حَتَّى اللَحْظَه ..!
ولِتُعْلِنَ كُلُّ العَقَائِدْ حَقِيقَةً مَفَادُهَا أنَّ
كَثِيرَاً مِنْ تِلاواتِ نَبْضِنَا قَدْ
وُئِدَتْ قَبْلَ أوَانِهَا بِحُجَّةِ
أنَّ الزَمَانَ المُتَاحَ لَهَا قَدْ أزِفْ ولابُدَّ مِنْ الرَحِيل
..!

كَثِيرٌ مِنْ تِلكَ الأنْفَاس قَدْ غُيِّبَ مِنْ
حَيَاتِه .. والأنْفَاسُ لَمْ تَزَل بَاقِيهَ
فَبَقِيَتْ سَاكِنَة تَتَنَفَّسُ
بِإخْتِنَاقْ ..؟

ولَكُمْ أنْ تَتَخَيَّلُوا .. كَمْ هُنَاكَ مِنْ عَنَاءٍ
كَثِير فِي مُدُنِنَا ..؟

,

قَالَتْ شَريَعَةُ الحَيَاةِ الحَدِيثَه :

كُلُّ
مَنْ رَحَلَ كَانَ لابُدَّ أنْ يَرْحَل .. وكُلُّ مَنْ انْتَهَى زَمَانُه
فَاليَمْضِي
بِكُلِّ هُدُوء .. فَالطَريقُ مَاضٍ بِلا تَوقُفْ والعُمُرُ يَمْضِي
والضِفَافُ
تَتَجَدَّدْ ,,

وَقَالَ المَطَر :

آهٍ مِنْ زَمَانٍ غُيِّبَتْ فِيهَ
أحَاسِيسُنَا وَمَاتَتْ كُلُّ العَقَائِد الطَاهِرَه
التِي تُؤمِنُ بِوُجُودِ
أنْفَاسِنَا وَمَشَاعِرُنَا المُحْتَبِسَه بِدَواخِلِ القُلُوب
,,

وَسَتَبْقَى كُلُّ الأمَاكِن رَثَّة مَشُوبَةً
بِخَطَايَا ذَلِكَ العُمُر الذِي لَمْ يَعِي
حَتْمِيَّة وُجُودِهَا
,,
سَأسْتَثْنِي كُلَّ رُوح مُتَأصِّلَه بِعَقَائِدِ المَطَر .. فَحْتَمَاً
هُنَاكَ أنَاسٌ بَاقِيينَ
عَلَى نَهْجَ ذَاكَ الزَمَانِ القَدِيم

( لَرُبَّمَا لَكُمْ آرَاءٌ
أخُرَى مَعَ ضَجِيج الذِكْرَياتِ )
ألفُ تَقْدِير
وإمْتِنَان

</blockquote></blockquote>