.
كنتُ في الأمسِ مسافر
في بلادٍ
انبتت بوذي وكافر
كُنتُ في الأمسِ
مسافر
في يدي
الإسراء وغافر
فدعتني .. طفلةٌ تحفا على جمع الرغيف
وتظللنا السحاب
وتوسدنا الرصيف
وبدأنا
نقرأ الأيامَ جرحاً
ثم عشقاً
ثم يأتينا شعورٌ من
العقلِ مخيف
سألتني
هل صحيح أنّ للدنيا
خريف
قلتُ لا تسألي
نبضي
فأنا كالناس ِ
أمضي
ها هو الماءُ
توضي
وأقرأي
القرآنَ مَعْ قـول ٍ شـريـف
سألتني
هل صحيح أنّ للأمواتِ نار
قلتُ للأمواتِ بَعثٌ
وعِقَاب وحِسَاب
قلتُ للامواتِ دار
جنةٌ فيها نعيمٌ
أو جحيم
ورجالٌ ينظروا فوقَ
الجدار
ذاك هو في
الدين حشرٌ
تُقرَأ
الأعمالَ جهراً
ليس
للخلق ِ اعتذار
* *
سألتني
هل صحيح أنّ للبدوِ حَضَارة
قُلتُ للبدوِ رسالة
عندما كان محمد
يرعى في الأغنامِ يحمد
حمل التاريخَ فخراً
فيهِ عِلمٌ
وطهارة
* *
سألتني
حَدّثَونا عن
أحاديثٍ عجاب
أنّ
في العُربِ تَخَلّف
بين قتلٍ واغتصاب
أنّ للإرهابِ دولة
إستباحت
أن يَموتَ الشيخُ والطِفلُ عذابا
قلتُ للإنسانِ عقلٌ
فيه جَهلٌ وصواب
قلتُ للعمرِ طفولة
وصباء .. وشباب
قلتُ للعقلِ أمانة
قلتُ للعقلِ خيانة
قلتُ للعقلِ اغتراب
وضمير قد يغاب
إنّ في الامةِ ناسٌ
كَذّبوا يوم
الحساب
* *
سألتني
عن أحاديثِ المساء
كيف نَخلوا بالنساء
قد سَمِعنا
أنّ في الدينِ جهاله
أنّكم للجنسِ ثورة
أنّكم عارٌ ..
وعَورة
أنّكم جُندُ
الإساءة
قُلتُ
مَهلاً
ديننا دين
السهولة
نحنُ رمزٌ
للرجولة
نحنُ عطف
للطفولة
نحنُ رِفقٌ
بِالنّساء
* *
سألتني
قيل في القرآنِ غيمة
يُلبِسُ المرأةَ خيمة
هي لا تصنعُ مجداً
هي في أقصى الصفوف
هي قد تلجمُ خوفاً
قلتُ للمرأةِ رشداً
يَصنَعُ المجدَ
رجالا
فكفى أنّها
أمي
تحت أقدامها
حُلمي
فَلهـا البرُ
بديني
وكفى أنّها
أختاً
وكفى أنّها
بِنتاً
وكفى أنّها
زوجه
هي وصمٌ في
جبيني
لن تدنسها
يميني
فلها مني
رساله
من حنانٍ
وكفاله
هي ملكٌ
لشعوري
تاجها شرعُ
العداله
*
*
سألتني
ماذا عن طفلِ
الحجاره
قلتُ
مَقهُوراً مشَرّد
حلمه تحريرَ داره
هو لا يرفَعُ صوته
هو لا يعشَقُ موته
هو لا يجرحُ قلباً باختياره
* *
سألتني
هل لي الحقُ لأسأل
؟!
قد سمعنا
عندما يَقتلُ
شخص
دينَكم قد قالَ
يُقتَل
عندما
يَسرِقُ شخصٌ
يبترالكفَ فَيُهمَل
عندما يُفسِدُ شخص
دينَكُم قَد قالَ يُعزَل
عندما يزنيَ مُحصن
دينكم قد قالَ يُرجم
فأنا لا زلتُ أسأل
هل صَحيحٌ
أنّ هَذا الشرعَ
يُعقَل
قُلتُ
أثلجتي صدري
فكأني
كنتُ أسأل
و أجبتي
كيف لا تقتلُ نفس ٌ
؟
كيف لا يسلبُ حق
ًٌ ؟
كيف لا تفسدُ
أرض ٌ ؟
كيف لا
يهتكُ عُرض ٌ؟
فأجيبي ؟
هل بغير الحق نقبل ؟!
* *
سألتني
إن في العقلِ تخلف
إن في الدين ذهول
خُدرت فيه العقول
قد نرى الناس سكارى
بين جهلٍ وفضول
وسكونٍ
يختل العقل فيربو
في جمودٍ قد يطول ..
قد عرفناكم كثيراً
عالمٌ لا يفقه
شيئاً
هل لكم في
عالمِ العِلمِ حُلول
قُلتُ أخطأتِ فنحنُ
قد رمينا مجدنا في المهملات
وتَبِعناكم وفُوداً
نخطو فوقَ الأمنيات
قد دعوتوا ... فاستجبنا
واستعرنـا الثوبَ
منكم
ولهثنا
في مسافاتٍ طويله
في مسافاتٍ ذليله
ووجدنا ... اننا
اليومَ حُفاة
أننا
اليومَ عُراة
إنّما
لو كُنَا نَحنُ
لَصَنَعنا المُعجِزات
* *
سألتني
لو أردت الأن أن اقرأ رساله
تمحو الجرحَ وتغتال الجهاله
قلتُ قد أيقظتي
صمتي
فتوضي
حتى نبدأ في الصلاة
نسأل الله الثبات
واقرأي القرآن
سراً
ثم جَهراً
فسري في المُفردات
ثُمّ أبعدتُ مسافه
عن رصيفِ
المُسكِرات
عن رصيفِ الغانيات
عن رصيفِ الموبقات
وتجللت حياتي
أسأل الله النجاة
* *
سألتني
أين تمضي الأن عني
قُلتُ قد أيقنتُ أنّي
قد جرحتُ الدين مني
فأنا أحمل ذلاً
مسلماً يعملُ جهلاً
قاطعتني
قلتُ مَهلاً
فحياةُ العَبدِ مُده
كان لي جدٌ وجده
كان ذو مالٌ وشده
قد قضي في الأمسِ عهده
وأنا في المهدِ طفلٍ
إنما قد زارَ خُلده
ها أنا الأن بشيبي
أحمل العار بعيبي
فاعذريني
سأعود
مذنبٌ ملّ ذنوبه
ستر اللهُ عيوبه
يسأل الخالقَ توبه
وعسى أن تُقبَلَ مني
* *
سألتني
هل صحيحٌ أنّ صوتَ الحقَ يَخنق
قلتُ في الإسـلام ِ
.. لا
إنّما في الأرضِ يُشنَق
ثمَ لا تسألـي عقلي
ها أنا أدركتُ جهلي
قُبحَت أيامَ فِعلي
فَوَداعاً
وعسى من ذنبي
أُعتق
* *
سألتني
.. ثُمّ غابت
أسلمت للهِ تابت ؟
لست أدري
فأنا الأن مُسافِر
وهي تتلو
سورة الإسراء
وغافر
.