الهي ! اجعل مني قلبا بجوفين ، ولسانا لا يقرأُ سوى كلماتِ
الموت .. المُسكِرُ في الرواياتِ كثير ولكنهُ قد لا ينتهي أيضاً ،
والجميعُ يضحك وانا الوحيدُ المنتظر دموعَ الماء ،
أنا مرآةُ مكسورة أيها
المَطَر ، أنا وحيدُ النور وقبلة على كأس يسكنهُ النبيذ ، وضياعٌ لا يعرفُ سوى
الظلام .
التلعثُمُ في أرجاءِ الصراخِ مميتُ أكثرَ من رَصاصة استقرت على
عينِ فأفجرتها ، وأسالت من القَلبِ بضعَ قطراتٍ وجعلتهُ يتوقف . والكتمانُ أصبحَ
وسيلة فاشلة في جَعلِ أرجاءكَ تستنفرُ أقطابها ، فيبتعد البكاءُ ليحل مكانهُ
الإبتسامة ، ويخفق القَلب ثلاثاً بدلَ الواحدة فيُزهَقُ الصدرُ بالشهيقِ والزفيرِ
لتدركَ أن لا مَفَرَّ وَلا ضَيرَ من تُمسكَ سكيناً وتُشردَ دماءكَ مِنَ المعاصم ،
الإنتحارُ لَيسَ هو المَقصودُ بينما هو السبيلُ الى أفقِ أبيضَ ونورٍ لَم تَرهُ
يَوماً ، هُنَاكَ يا عَزيزي لَن تحتاجَ الكَذبَ أخيراً فاطمئن
!!
أمسك نجمَةً و
قبلها ، أو اصنع منها لؤلؤاً ليكون كوناً على صدرِ
حَبيبتك ، ولا تَذكر الوَداعَ هُنَاك فما اجتمعَ قَلبانِ الا غَنت لَهم العصافير ،
و .. نقطةَ ، استيقظ كَم أنتَ أحمَق .. !!
أانا تِلكَ اللعنَةُ يا قَدر
؟، أم أنني انحدارُ المَوتِ على أطلالِ قَلبي ، وزجاجة يملؤها الرملُ وحباتُ الندى
؟
مَن أنا ؟ ومَن يَسكنُ صَدري هُناك ؟ كَيفَ هيَ الحَياةُ دونَ البكاء ؟ وهَل
سَبيلُ النور أن أعودَ طِفلاً ؟
اسنشقُ الهدوءَ مِن حَولي فأعزفهُ
لحناً يضربُ فلا يَرحم ، ومن الجفاءِ جَعلتُ غَطاءاً لا يَقيني بَردي ، ولا يستر
مني عَورةً ولا شئ سَوى أنهُ الغطاء ، السؤالُ الذي أردتُ أن أبوحَهُ لِنَفسِ
أزهقتني حَقاً في ظل هكذا ساترٍ هو:، لِمَ تِلكَ القَسوةُ يا عزيزتي ؟ أنا أحبكِ
أكثرَ مِن ذلك ، فهاتي لي دَمعي ..
دَعني يا زَمانُ أقبلُ آفاقَ
الحَيارى كَـ مثلي تَمَاماً ، دَعني أخاطِبُ النَّسائمَ لأقتلها أو لأشكي ضَعفي
لَها ، دَعني كَمَا أنا شَريد ٌ أتقِنُ انتقاءَ الألحانِ وأفشلُ في البكاءِ كُلما
أردتُ أن انام ، فالأرقُ هُوَ خَليلُ العَاشقِ وأكسجينُ الحَياةِ أحياناً ، وكافيٌ
لأن يسلبكَ المَشاعِرَ أيضاً كَعويلِ الذئابِ وصَوتِ الشتاء ..