<BLOCKQUOTE>
<BLOCKQUOTE>ثَلاثُ قُضبانٍ..
وَضوءٌ قَمريٌّ رَفيع يَشقّ زَنزانتي..
خَدّي يُقبّل التُّراب..
ودِمائي تَرسمُ وَهْماً..
بَعدَ جَلْسة.. كلام..
رَموا بَقَايَا أشلائي..
تركوا لي مُسدّساً بطلقةٍ واحدة..
: أقتل نَفسكْ.. واسترحْ..
* * *
رَصاصةٌ واحدةٌ..
وَمَاذا تفعلُ رَصاصة..؟!!
بِوَطنٍ.. يَتعرَّى..
عَلَى مَصاطِبِ السَّفَلَة..
وُتُجّارِ الخوف..
وَعِنْدَ مَوَاخيرِ الحكَّام..
يُريدونني مَوتاً.. لكنِّي عَصيّ الموت
يُريدونني صَمْتاً.. لكنِّي صَرخةٌ..
* * *
إنْ تكلّمت أُقتل.. وإنْ سَكتُّ أقتل..
فلأتكلَّم.. إذاً..
ولأجمعَ حَطَب مِحْرَقتي..
لكلابِ الحِراسة..
وغِرْبَانِ اللَّيل..
وَخَفَافيش أُخرى خَلفهم.. مُتعطِّشة
لدماءِ الأحرارْ..
* * *
يَترقَّبونَ بِصَمْتٍ.. وَرُعب..
صوتَ رَصاصة..
تُمزِّقُ خُوفَهم.. وَهَلعهم..
تَشطرُ قُلوبهم الفَزِعَة
عَلّهم يُبعثونَ مِن جَديد..
لَكْنْ..!!
لا يَسمعونَ إلا صَمْتاً..
صَمتٌ مُطبِق يَخترقُ الجدران..
يُمزّق أغشيتهم الهشّة، لِيصلَ إلى عُمْقِ دَهَاليزِ الرُّعب..
لا أنينَ.. لا ألم.. لا رَصاص..
وَلا شيء..
مُجرَّدُ صمت..
* * *
وهُناك.. عِنْدَ الظَّهيرة..
كَتبتُ نَقشاً.. ورسمتُ حَرفاً..
بِدمَائي..
وَقفتُ في مُنتصفها..
مُبتسماً..
ضَاحكاً.. أُقهقه بأعلى صَوْتي..
بعُيونٍ حَمراء.. تَقطرُ دَمَاً، يَرقَبونني بذهول..
صَامتون..
كأنّ عَلَى رُؤوسِهم الغِربانْ..
مَسكونونَ بالخوف.. في كلِّ بُقعةٍ مِنهم..
تحتَ أظافِرِهم.. بَين شِفَاهِهم..
وتحتَ سَوَاد أعيُنهم..
* * *
سيِّدي.. سيَّدي..
لقدَ نَقَشَ ذاكَ النَّحيلُ شيئاً..
شيء ليسَ كَكُلِّ الأشياءْ..
سَيِّدي.. مَاذا نَفعل..!!؟
لَقدْ هرطق الرَّجل..
فَلنَحرقه سيِّدي..
عبرةً يكونُ لَغيرهِ ..
سَيِّدي.. سَنحرقه..
سَنحرقه..
* * *
وهَا أنا هُنا..
أحملُ صَليبي الرُّخامي عَلَى ظَهري..
أسيرُ نَحوَ مِحرَقتي..
أقفُ.. مُعتلياً حَطَبي.. مُعانقاً الشَّمس..
أرمُقُهم جَميعاً..
سُحناتهم الكثّة الغبرة.. مَليئةٌ بِالخوف..
يَرتجفونَ تَحتَ شمسِ الصَّيف..
يَشتمونَ جُرأتي.. وَيبصقونَ خِزِيهم..
يصبُّون خُراء قَوَادتهم..
وتهربُ الرُّجولة مِنْ أسمائَهَا المستعارة..
تحرِقُ ضَحِكَاتي جُلودُهم.. العَفِنَة
وَبعيونٍ يألُفها الخوف..
يَرمُقونَ صَليبَ الوَطن..
دُونَ حَيَاءْ
* * *
لا..
لا أُريدُ كَفَناً..
فَجِلْدي كَفَني..
وَدَمي حِبري وَدَوَاتي..
فَلأُحرق..
وَليُحرَقْ صليبي..
ثمَّ لِتتساقطوا يا كِلاب الحِراسة..
نَشوَى عَلى وَقعِ طُبولَ مِحرقتي..
ولتَقتلوا أمّي.. مِن بَعدي..
لئلاَّ تَزيدوا في يتامى المِحرقة..
وليرقصَ تُجَّار الخوفِ طَرَباً..
فَقَدْ ألقوا حُلمَ يُوسفَ في رَحْمِ البَغَاء..
وحمَّلوا ذاكَ النَّحيل..
وِزْرَ الخَطَايا..
* * *</BLOCKQUOTE></BLOCKQUOTE>
_________________